. بالطبع كلنا سمع بالأعراب و باختلافهم عن العرب ..
و بعيدا عن حديث القرآن عنهم بأنهم أشد كفرا و نفاقا
و مع ما يبذله البعض في الدفاع عنهم بأنهم ليسوا البدو المعروفين لدينا .... يبقى لدينا بوجه عام أنهم كانوا أهل ترحال بعيدين عن الاستقرار الحضري بتبعاته من تهذيب النفس و رقيها ... نعم قد تكون لغتهم قوية بالسليقة .. و لكنهم عادة من الطبقة الدنيا عند العرب قديما .. و يمكن القول إن العرب أنقى و أرفع نسلا و نسبا ...
على كل الأمر متروك للمتخصصين و ليس مجالنا ... لأني أحببت أن أشرككم في بعض قصصهم :
.. روي أن أعرابيا حضر مجلس ابن عباس ، فسمع عنده قارئا يقرأ ( و كنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها ) ... فقال الأعرابي : و الله ما أنقذكم منها و هو يرجعكم إليها .
فقال ابن عباس : خذوها من غير فقيه .
.. و تكلم ربيعة الرأي يوما فأكثر ، فكأن العجب داخله ، و أعرابي إلى جنبه ، فأقبل على الأعرابي فقال : ما تعدون البلاغة يا أعرابي ؟ قال : قلة الكلام و إيجاز الصواب . قال : فما تعدون العي ؟ قال : ما كنت فيه منذ اليوم !
فكأنما ألقمه حجرا ..
.. قيل لشريح القاضي : هل كلمك أحد قط فلم تطق له جوابا ؟ قال : ما أعلمه إلا أن يكون أعرابيا خاصم عندي و يشير بيديه ، فقلت له : أمسك فإن لسانك أطول من يدك !
قال : أسامري أنت لا تمس !
.. قدم أعرابي من طيء فاحتلب لبنا ثم قعد مع زوجته ينتجعان ، فقالت له : من أنعم عيشا نحن أم بنو مروان ؟
قال لها : بنو مروان أطيب منا طعاما ، إلا أنا أردأ منهم كسوة ، و هم أظهر منا نهارا إلا أنا نحن أظهر منهم ليلا ..